مدخل القسط : حق النفس: التوسط
والاعتدال |
دراسة نصوص الانطلاق:
قالﷻ :“وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيدًا "
سورة البقرة الآية 142 |
|||
قال ﷺ
:“جاء ثلاثة رهط
إلى بيوت أزواج النبي ﷺ
يسألون عن عبادة النبي ﷺ
فلما أخبروا كأنهم تقالوها،
فقالوا: وأين نحن من النبي ﷺ
قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا،
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فجاء رسول الله ﷺ
إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له،
لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني “. (صحيح البخاري) |
|||
قاموس المفاهيم |
مضامين النصوص |
||
- وسطا: تقوم على منهج معتدل لا إفراط فيه ولا
تفريط. - شهداء : جمع شهيد وهو من يؤدي الشهادة . - رغب عن سنتي: أعرض عنها، ولم يتمسك بها. - الرهط: جماعة من ثلاثة إلى عشرة. - تقالوها: وجدوها قليلة مقارنة مع أعمالهم. -
الدهر: السنة، العام ويفيد الزمان. |
1- وسطية الأمة الإسلامية بوأتها مكانة
الشهادة على الأمم. 2- خير الأعمال ما كان فيه التوسط والاعتدال
في كل الأمور. |
||
المحور الأول:
مفهوم التوسط والاعتدال ومجالاتهما |
|||
أولا: مفهوم التوسط والاعتدال التوسط لغة :العدل، والاقتصاد في الأمور. الاعتدال لغة : الحكم بالعدل والمساواة والتوسط . اصطلاحا: هما لفظان متقاربان في المعنى يقصد بهما : التزام المنهج العدل الأقوم ، والحق الذي هو وسط بين الغلو والتنطع ، وبين التفريط والتقصير . |
ثانيا: مجالات التوسط والاعتدال في حياة
المسلم 1- التوسط والاعتدال بين العمل والعبادة: فلا يجعل المسلم العبادة مانعة له عن
السعي في طلب الرزق والعمل، قال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الجمعة 10. 2- التوسط والاعتدال في كسب المال وصرفه: فلا ينفقه المسلم بإسراف وتبذير، ولا
يمسكه ببخل وتقتير، قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا
تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) الإسراء 29. 3- التوسط والاعتدال في أداء العبادات: فلا يبالغ فيها المسلم فتكون سببا في
الملل والعياء فيتركها. فعن النَّبِيِّ r قَالَ: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ
أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا
بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ) البخاري. 4- التوسط والاعتدال في مراعاة مصالح الفرد
ومصالح الجماعة: فيوازن المسلم بين متطلباته الشخصية وحقوق الآخرين
فلا يضيعها، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا
وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". |
||
المحور الثاني:
التوسط والاعتدال عاصم للمؤمن من الانحلال والتعصب |
|||
أولا: أثر التزام التوسط والاعتدال في سلوك
المؤمن 1- المحافظة على استمرارية العمل ودوام
العبادة. 2- الاقتصاد في الجهود والطاقات. 3- تجنب الملل والضجر والسآمة من الواجبات. 4- القيام بمختلف الواجبات بتوازن بين
مطالب الجسد والروح.
|
ثانيا: من مخاطر الابتعاد عن منهج التوسط
والاعتدال 1- كراهية الناس ونفورهم: قال رسول الله r: يا أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى
بالناس فليتجوز، فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة). صحيح البخاري. 2- الفتور أو الانقطاع عن العمل: لأن طاقة الإنسان محدودة، وقد وضح النبي r طبيعة هذا الدين فقال: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا
غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ
وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ) البخاري. 3- التقصير في الحقوق والواجبات الأخرى: فالابتعاد عن منهج الوسط يؤدي في الغالب
إلى تضييع الحقوق والتقصير في أداء الواجبات الأخرى، قال r: (... فإن لربك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولجسدك
عليك حقا( صحيح البخاري. 4- الوقوع في التطرف والانحراف: إن التوسط والاعتدال يجعل المسلم على صراط مستقيم، فلا يزيغ إلى أي جوانب التشدد والتنطع أو الانحلال والتفسخ. |
تعليقات
إرسال تعليق