مدخل الاستجابة: الاجتهاد
والتجديد
نصوص الانطلاق:
قال تعالى:﴿ وَمَا كَانَ الْمُوْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚفَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ سورة التوبة: الآية 123 |
- عن عمر بن العاص
رضي الله أنه سمع الرسول صلى الله
عليه وسلم يقول "اذا حكم
الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله
أجران،وإذا حكم فاجتهد ثم خطأ فله أجر. متفق
عليه. |
شرح
الكلمات |
مضمون النصوص |
-
لينفروا: ليخرجوا غزاة. - حكم:
قضى. - يحذرون: يحتاطون. - الحاكم: من نصب للحكم بين الناس - اجتهد: أبذل غاية الجهد . |
1-
الدعوة إلى انتداب فرقة من الأمة للقيام بمهمة الاجتهاد. 2- تشجيع الرسول صلى الله عليه وسلم على
الاجتهاد لما فيه من أجر وثواب. |
المحور الأول :
مفهوم الاجتهاد والتجديد وضرورتهما أولاـ مفهوم التجديد: إحياء الشريعة الإسلامية في
نفوس الناس وصيانتها عن الجمود والتحجر لجعلها مسايرة لتغيرات الزمان والمكان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل
مائة سنة من يجدد لها دينها" [سنن أبي داود] ثانياـ مفهوم الاجتهاد: بدل الجهد واستفراغ الوسع لتحصيل
حكم شرعي عملي. ثالثا- الحاجة للاجتهاد
والتجديد: والاجتهاد ضرورة شرعية تحتاجه
الشريعة الإسلامية لسببين اثنين: 1ـ لأن أغلبية النصوص الشرعية
ظنية الدلالة، حيث تحمل أكثر من المعنى وتحتمل أكثر من وجه. 2-لأن النصوص محصورة والوقائع
متجددة، فقد انقضت النصوص بوفاة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، بينما
قضايا الناس ونوازل الحياة مستمرة لا تنحصر في زمن أو مكان محدد. و لكي تبقى هذه
الوقائع الغير منحصرة خاضعة لشرع الله، فقد شرع الاجتهاد باعتباره وسيلة لتنزيل
النصوص على واقع الناس. رابعا- شروط الاجتهاد: ليؤدي التجديد مهمته في حياة
المسلمين لا بد من مراعاة الشروط التالية في المجتهد : 1- فقه الشرع: إذ لا بد أن
يكون المجتهد عالما بالقرآن والسنة وعلومهما كأصول الفقه والمقاصد والعقيدة وعلم
الحديث غيره. 2- العلم باللغة والعربية وعلومها
المساعدة على فهم الكتاب والسنة مراعيا المقاصد الشرعية في استنباط الأحكام. 3- العلم بواقع الناس و
حاجياتهم والاطلاع على مستجدات الحياة وتطوراتها. المحور الثاني :
المجالات والضوابط وشروط المجتهد أولا- مجالات
الاجتهاد: يقول الغزالي: "والمجتهد فيه كل حكم شرعي ليس فيه دليل
قطعي". وفيما يلي نماذج لبعض
القضايا من ثلاث مجالات : المجال التعبدي: كالصلاة في الطائرة والقطار والحافلة وغيرها
من وسائل النقل الحديثة إذا طالت الرحلة حفظا للدين بأداء الصلاة في
وقتها ... المجال المالي: كالتأمين التعاوني بالتعاقد بين جماعة من
الناس يربطهم مجال معين، وهو جائز لمنافعه وتحقيقه مبدأ التعاون والتكافل . المجال الطبي: كنقل الدم تبرعا من شخص صحيح إلى آخر مريض :
وهو جائز لما يحققه من مصالح العباد بحفظ النفوس وتحقيق مبدأ الإيثار والتعاون ..
|
تعليقات
إرسال تعليق